عرض مشاركة واحدة
1  
قديم 04-13-2024, 09:15 PM
حكيمة العصر متواجد حالياً
Iraq     Female
وسام المراقبة المميزة

بكم تحلو الحياة

وسام المشرفة المميزة

وسام الشكر

 عضويتي : 30
 جيت فيذا : May 2021
 آخر ظهور : اليوم (12:03 AM)
آبدآعاتي : 13,492
الاعجابات المتلقاة : 419
 حاليآ في : Iraq
دولتي الحبيبه :  Iraq
جنسي   :  Female
آلديآنة  : مسلم
آلقسم آلمفضل  : الاسره ♡
آلعمر  :
الحآلة آلآجتمآعية  : متزوجه ♔
الحآلة آلآن  : Windows 7
نظآم آلتشغيل  : Windows 7
  التقييم : حكيمة العصر is on a distinguished road
: مشروبك 7up
: قناتك abudhabi
: اشجع ithad
مَزآجِي   :  1
شكراً: 0
تم شكره 25 مرة في 25 مشاركة
3 Zf114 أفكارنا أقدارنا!



أفكارنا أقدارنا!
لماذا يظن أحمد بالناس حُسناً ويظن فريد بالناس سوءًا؟ سؤالٌ طالما ورد على تفكير الكثير من الناس وشرّفوا وغرّبوا فيه؛ ولهذا أحببت أن أضعه تحت المجهر لعلي أساهم في الإجابة عنه.

عكس أحمد واقعه وحقيقته وجماله من خلال ظنّه من جهة، وعكس تجاربه المشرقة مع الآخرين من جهة أخرى، وعاش في مجتمع مازال الخير فيه هو الأعم من جهة ثالثة، ومن جهة رابعة: إن حسن الظن بالناس هو حسن ظن بالله تعالى ولهذا أولى الله سبحانه بهؤلاء المحسنين عناية خاصة فحفظهم وأمّنهم، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (والذي لا إلهَ إلّا هُو، لا يَحسُن ظَن عبدٍ مُؤمِنٍ بِاللَّهِ إلّا كان الله عند ظَن عَبدِهِ المؤمِنِ؛ لأنَّ الله كريم بِيَدِهِ الخَيراتُ، يَستَحيِي أن يكونَ عَبدُهُ المؤمِنُ قد أحسَنَ بهِ الظَّن ثُمّ يُخلِف.

أما فريد فعكس حقيقته وواقعه السلبي ورأى الناس بطباعه لأن خبيث الطبع خبيث ظن بالفطرة، يقول الشاعر: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه؛ وصدّق ما يعتاده من توهم؛ هذا من جهة، وقد تكون التجارب التي مرّ بها جعلته يعمم السوء على الآخرين من جهة أخرى، وقد يكون انتشار السوء في مجتمعه جعله يعمم السوء على المجتمعات من جهة ثالثة، وربما لأنه لم يجاهد نفسه وبالتالي منعته نفسه الأمارة بالسوء من نيل الرحمة والسكينة السماوية من جهة رابعة.

وخلاصة القول: إن الأرزاق والأقدار بحسب النوايا؛ فالإنسان السيئ الذي يتوجس الشر من الناس يرى ظنّه واقعًا في المستقبل كما رسمه، والإنسان الراقي الذي يظن بالناس خيرًا يرى واقعه كما رسمه. وعليه؛ ينبغي على المرء أن يحسن الظن في المجتمع الذي يكون غالبية أهله من الكرام الأفاضل، والعكس صحيح.

روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قوله: "إذا استَولَى الصَّلاحُ على الزَّمانِ وأهلِهِ ثُمّ أساءَ رَجُلٌ الظَّنَّ برَجُلٍ لَم تَظهَرْ مِنهُ حَوبَةٌ فقد ظَلَمَ، وإذا استَولى‏ الفَسادُ على الزَّمانِ وأهلِهِ فَأحسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ برجُلٍ فَقَد غَرَّرَ". وروي عن الإمام الهادي عليه السلام: إذا كان زمانٌ، العَدلُ فيهِ أغلَبُ مِن الجَورِ فَحَرامٌ أن تَظُنَّ بأحَدٍ سُوءًا حتّى‏ يُعلَمَ ذلكَ مِنهُ، وإذا كانَ زَمانٌ، الجَورُ أغلَبُ فيهِ مِن العَدلِ فليسَ لأحَدٍ أن يَظُنَّ بأحَدٍ خَيرًا ما لَم يَعلَمْ ذلكَ مِنهُ. شتان بين الأحكام التي تبنى على معطيات موضوعية بحته ومجردة وإن مزجت ببعض الفراسة والوعي الاستشرافي وبين الأحكام الظنية الانطباعية التي تسقطها النفس من خلالها فحسب.



المصدر : منتديات ريم الغلا - من ~•₪• المــواضيــع العــــامـة~•₪•



 توقيع : حكيمة العصر





احبك بعدد انفاسي وانفاسك وانفاسهم جميعا





رد مع اقتباس