الموضوع: أمنيات المطر
عرض مشاركة واحدة
1  
قديم 03-25-2024, 09:33 PM
حكيمة العصر متواجد حالياً
Iraq     Female
وسام المراقبة المميزة

بكم تحلو الحياة

وسام المشرفة المميزة

وسام الشكر

 عضويتي : 30
 جيت فيذا : May 2021
 آخر ظهور : يوم أمس (10:42 PM)
آبدآعاتي : 12,914
الاعجابات المتلقاة : 344
 حاليآ في : Iraq
دولتي الحبيبه :  Iraq
جنسي   :  Female
آلديآنة  : مسلم
آلقسم آلمفضل  : الاسره ♡
آلعمر  : 36 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  : متزوجه ♔
الحآلة آلآن  : Windows 10
نظآم آلتشغيل  : Windows 10
  التقييم : حكيمة العصر is on a distinguished road
: مشروبك 7up
: قناتك mbc
: اشجع ithad
مَزآجِي   :  1
شكراً: 0
تم شكره 19 مرة في 19 مشاركة
3 Zf114 أمنيات المطر



أمنيات المطر!







كنا ندرك في طفولتنا -بالفطرة- أن أبواب السماء تتَفتح عند نزول المطر. آنذاك كانت أمنياتنا وطلباتنَا صغيرة جدًا كأحجَامنا؛ ألا تبتل فرشنا أو ملابسنا أو تراب أرض ملاعبنا ولا يتسرب المطر داخل بيوتنا العتيقة. بالمناسبة، الأطفال هم الأطفال في كل زمان ومكان! لفتني كم كان أحفادي الصغار فرحين جدًا بالمطر. وقفوا تحت السماء يلعبون ويغتسلون، كذلك كنا في أعمارهم! يقول بعض المختصين أن لعب الأطفال تحت المطر مهم لنموهم الاجتماعي.

كبرنا وكبرت الطلبات من الله سبحانه وتبقى ساعة نزول المطر من أجمل ساعات الأمنيات. أمانينا وطلباتنا صارت سرًّا من أسرارنا لا يعلمها إلا الله سبحانه. ورد في كتب الحديث استحباب الدعاء عند هبوب الرياح، وزوال الشمس، ونزول المطر، وقتل الشهيد، وقراءة القرآن، والأذان، وظهور الآيات، وعقيب الصلوات.

فعلًا، صرنا نشتهي أن يبلَّ قلوبنا المطر ويغسلها مما علق بها في سنوات الكبر من التكلس والشحناء والقطيعة. نشتهي بشدة أن يغسلها لتعود صافية نظيفة مثلما كانت في سنوات الطفولة والبراءة. يبدو أن لساعةِ نزول الغيث ميزة؛ يحيي به الله الأرض ويسقي به الزرع ويضمد الجراح ويطيب الخواطر ويجيب الدعاء.

{وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}! أرض أصابها الجفاف؛ تكسرت قشرتها من ندرة الماء وتعطلت فيها حاجات الإنسان فإذا بها تعود خصبةً من جديد، تسري فيها الحياة وتنمو فيها أصناف النبات والورود والأزهار. ومع الزرع تأتي الطيور والحشرات في مصنع متكامل للحياة! ورشة حياة يظنُّ الإنسان أنها تعطلت وأُغلقت للأبد وما إن تهبط قطرات المطر إذا بها تفتح أبوابها من جديد!

{لنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا}، نصيبنا من المطر قليل جدًا بينما مجتمعات ودول تعيش على بركة ماء السماء في الزروع بأصنافها؛ مواسم زرعهم وحصادهم مضبوطة على مواعيد سقوط المطر. باختصار، لا حياة للإنسان أينما كان دون ماء يشرب منه ويسقي حيواناته ويغتسل منه.

خلاصة القول أن لله في زماننا أوقات تتحرك فيها عواطفنا ومشاعرنا ونرى فيها مناظر -مثل نزول المطر- نظنها بسيطة لكنها مشاهد توجهنا نحو المعاد وكيف يعيدنا الله سبحانه بعد أن متنا كما ماتت الأرض التي هجرها المطر. منظر تحول الأرض الميتة إلى ورشة حياة من جديد من أعظم عجائب الكون وهو واحد من دلائل بعثنا بعد أن نبلَى! هذه ساعات وأيام شهر رمضان وفيها قراءة القرآن وصادف نزول مطر فطوبى لمن قدم عريضة طلباته من الله سبحانه وتعالى! طوبى لمن قدم عريضة فيها طلبات استعطاف واسترحام له ولغيره من الناس، وخصوصًا الأهل والجيران والأصدقاء.



المصدر : منتديات ريم الغلا - من ~•₪• المــواضيــع العــــامـة~•₪•



 توقيع : حكيمة العصر





احبك بعدد انفاسي وانفاسك وانفاسهم جميعا





رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حكيمة العصر على المشاركة المفيدة:
 (03-29-2024)