عرض مشاركة واحدة
1  
قديم 03-03-2023, 01:10 PM
نـرجـس غير متواجد حالياً
شكر

 عضويتي : 225
 جيت فيذا : Feb 2023
 آخر ظهور : 08-20-2023 (03:41 PM)
آبدآعاتي : 3,882
الاعجابات المتلقاة : 713
 حاليآ في : Saudi Arabia
دولتي الحبيبه :  Saudi Arabia
جنسي   :  Female
آلديآنة  :
آلقسم آلمفضل  :
آلعمر  :
الحآلة آلآجتمآعية  :
الحآلة آلآن  :
نظآم آلتشغيل  :
  التقييم : نـرجـس is on a distinguished road
: مشروبك
: قناتك mbc
: اشجع
مَزآجِي   :
شكراً: 1
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي دخلتَ على تاريخنا ذات ليلةٍ فرائحةُ التاريخْ مسكٌ و عنبرُ



زمانُكَ بستانٌ و عصرُكَ أخضرُ
و ذكراكَ ، عصفورٌ منَ القلبِ ينقِرُ

ملأنا لكَ الأقداحَ ، يا مَن بِحُبّهِ
سكِرنا ، كما الصوفيُّ باللهْ يَسكرُ

دخلتَ على تاريخنا ذات ليلةٍ
فرائحةُ التاريخْ مسكٌ و عنبرُ

و كنتَ ، فكانَتْ فى الحقولِ سنابلٌ
و كانتْ عصافيرٌ و كانَ صنوبرُ

لمسْتَ أمانينا ، فصارتْ جداولاً
و أمطرتنا حبّاً و لا زلتَ تمطرُ

تأخّرتَ عن وعد الهوى يا حبيبنا
و ما كُنتَ عن وعد الهوى تتأخرُ

سَهِدْنا و فكّرنا و شاخت دموعنا
و شابَتْ ليالينا و ما كنتَ تحضُرُ

تعاودنى ذكراكَ كلّ عشيّةٍ
و يورقُ فكرى حينَ فيكَ أفكّرُ

و تأبى جراحى أن تضُمَّ شفاهَها
كأنَ جراحَ الحبّ لا تتخثّرُ

أحبّكَ ، لا تفسيرَ عندى لصَبْوتى
أفسّر ماذا ؟ و الهوى لا يُفسَّرُ

تأخرتَ يا أغلى الرجالْ ، فلَيلِنا
طويلٌ و أضواءُ القناديلِ تسهرُ

تأخّرتَ ، فالساعاتْ تأكلُ نفسَها
و أيامُنا فى بعضَها تتعثّرُ

أتسأل عن أعمارِنا ؟ أنتَ عُمرِنا
و أنتَ لنا المهدىُّ ، أنتَ المحرّرُ

و أنتَ أبو الثوراتْ ، أنتَ وقودُها
و أنتَ انبعاثَ الأرضْ ، أنتَ التغيّرُ

تضيقُ قبورُ الميتينَ بمنْ بِها
و فى كلِ يومٍ أنتَ فى القبرْ تكبُرُ

تأخَرتَ عنّا ، فالجيادُ حزينَةً
و سيفُكَ مِن أشواقِهِ ، كادَ يكفرُ

حِصانُكَ فى سيناءْ يشربُ دمعَهُ
و يا لعذابَ الخَيلِ ، إذ تتذكّرُ

و راياتُكَ الخضراءْ تمضَغُ دربَها
و فوقَكَ آلافَ الأكاليلِ تُضْفَرُ

تأخَرتَ عَنا ، فالمسيحُ معذّبٌ
هناكَ و جرحَ المجدليةِ أحمرُ

نساءُ فلسطينْ تكحّلنَ بالأسى
و فى بيت لحمٍ قاصراتٌ و قصّرُ

و ليمونُ يافا يابسٌ فى حقولهِ
و هلْ شجرٌ فى قبضة الظُلم يُزهرُ؟

رفيقَ صلاحَ الدينْ ، هل لكَ عودةٌ
فإنَ جيوشَ الرومْ تَنهى و تأمرُ

رفاقُكَ فى الأغوارْ شدّوا سُروجَهُمْ
و جُندُكَ فى حِطِّين ، صلّوا و كبّروا

تُغنّى بكَ الدّنيا ، كأنكَ طارقٌ
على بركات الله ، يرسو و يُبحرُ

تُناديكَ من شوقٍ مآذنُ مكّةَ
و تُبكيكَ بَدرٍ ، يا حبيبي و خيبرُ

و يَبكيكَ صفصافَ الشام و وردها
و يَبكيكَ زهرُ الغوطَتَينِ و تدمر

تعالَ إلينا ، فالمروءاتُ أطرقَتْ
و موطنُ آبائى زُجاجٌ مكسّرُ

هُزِمنا و ما زِلنا شِتاتَ قبائلٍ
تعيشُ على الحقدِ الدفينَ و تثأرُ

يُحاصِرنا كالموتْ ألفُ خليفةً
ففى الشرقِ هولاكو و فى الغربِ قيصرُ

أبا خالدٍ أشكو إليكَ مواجِعى
و مِثلى لهُ عذرٌ و مثلُكَ يُعذَرُ

أنا شجرُ الأحزانْ ، أنزفُ دائماً
و فى الثلجَ و الأنواءِ ، أعطى و أُثمرُ

يثيرُ حزيرانٌ جنوني و نِقْمتي
فأغتالَ أوثاني و أبكي و أكفرُ

و أذبحَ أهلَ الكهفِ فوقَ فِراشِهِمْ
جميعاً و من بوّابةَ الموتِ أعبرُ

و أتركُ خلفي ناقَتي و عباءَتي
و أمشي ، أنا فى رَقْبة الشمس خِنجرُ

و أصرخُ : يا أرضَ الخرافاتِ ، إحْبلى
لعلَّ مسيحاً ثانياً ، سوفَ يظهَرُ



#نــــزار_الــقــبــانــــي



المصدر : منتديات ريم الغلا - من ~•₪• للشعر الشعبي والنبطي ~•₪•




رد مع اقتباس