مفهوم عملية* اتخاذ* القرار
تُصنّف عملية اتخاذ** القرار*** ضمن* استراتيجيات التفكير، إلى جانب مهارة حل المشكلات* التي تعبّر بصورة* عامة* عن آلية اتخاذ القرار واستراتيجيّاته، وتتطلب عملية* اتخاذ القرار* بصورة* عامة استخدام مهارات التفكير العليا مثل التحليل،* والاستقراء،* والتقويم،* والاستنباط، وتُصنَّف مهارة اتخاذ القرار كإحدى* عمليات التفكير* المركبة،* إلى جانب مهارات التفكير الإبداعي* والتفكير الناقد، وتعتبر* عملية اتخاذ* القرار من أكثر المهارات أهمية في* حياة الفرد، فالإنسان* يتعرض للكثير من* المواقف التي تحتاج إلى اتخاذ القرار* السليم بالاختيار* المناسب، وعليه فمن* الممكن تعريف عملية اتخاذ القرار* بأنها عمليّة* الاختيار* الأفضل والمناسب* من بين البدائل والخيارات المتاحة أمام الفرد* لحل مشكلة* معينة، أو الخروج* من مأزق معين، أو تحديد هدف معين، أي اعتماد* الأمر الأفضل* والأمثل لتحقيق* النتائج السليمة البعيدة قدر الإمكان عن أي* أضرار يتوجّب* معالجتها في وقت* لاحق.
مراحل عملية اتخاذ القرار
تسير عملية اتخاذ* القرار في تدرج واضح** وسلس، حيث قُسمت هذه العملية إلى خمس مراحل، لكل* مرحلة عدد من الإجراءات** والخطوات التي يجب اتباعها ليصل الفرد إلى القرار* الصائب الذي يعود عليه** بالعواقب السليمة والنتائج الجيدة، وسيتم ذكر* المراحل على النحو الآتي:**
تحديد المشكلة وتشخيصها
تُعدّ هذه المرحلة من أهم المراحل التي** يجب على الفرد توخي الدقة* والإتقان في أدائها، فتحديد المشكلة وتشخيصها** مرحلة حساسة تترتب عليها* حيثيات سير جميع المراحل القادمة، فالخطأ في هذه** المرحلة يؤدّي إلى الفشل* في جميع الخطوات التي تتبعها مهما كان مستوى** الدقة في الاختيار، وتظهر المشكلة* من الاختلاف بين الوضع الحالي والوضع** الذي من المفترض الوصول إليه، ويجب* تحديد موضع الخلل الواقع بشكل دقيق** وواضح ومدى ارتباطه بالجوانب الأخرى* للوضع الراهن، وتختلف المشكلات** باختلاف طبيعتها فقد تكون مشاكل طارئة، أو* مشاكل روتينيّة.
جمع البيانات والمعلومات والبدائل
يعتمد القرار* الصائب على الحصول على** أكبر كم ممكن من المعطيات والبيانات تجاه الحل* المقترح، فبعد التأكد من** وجود المشكلة وتحديدها بدقة تبدأ عملية اختيار* البدائل، وجمع المعلومات** اللازمة والمتوفرة عن معظم الخيارات والحلول* المقترحة، ودراسة مزاياها** وعيوبها والنتائج المترتبة عند اختيار أحدها،* وتختلف طبيعة الحلول** والبدائل تِبعاً لاختلاف المشكلة أو الزمن التي ظهرت* فيه، وقد تكون** المعلومات أولية تُجمع بالتواصل المباشر أو الزيارات* الميدانيّة، وقد تكون** المعلومات كمية ونوعية تحوي الأرقام والإحصاءات، وقد* تكون على شكل* الآراء* والحقائق والخبرات التي يقدّمها أصحاب الخبرة* والمستشارون ووجهات* نظرهم* تجاه مشكلة أو وضع معين، ويكون كل ذلك للوصول إلى* الحل المناسب* للمشكلة* واتخاذ القرار الصائب.
التقييم العلمي للبدائل واختيار أفضلها
عند جمع المعلومات عن الحلول المناسبة** وطرح الأفكار والخبرات السابقة* عنها، واستشارة أهل الخبرة في المجال* الخاص* بها يُصبح الفرد مُلماً بجميع* السلبيات والإيجابيات ونقاط القوة* ونقاط* الضعف المتعلقة بكل بديل، ويجب أن* يستقر الاختيار* بين بديلين على* الأقل،* ويتم تفضيل أحدهما عن الآخر تِبعاً لمفاضلة يجري من* خلالها تقييم* مميزات* وإضافات كل بديل، ولا تُهمَل في هذه الحالة مقارنة* العيوب، الأمر* الذي* سينتج عنه قرار منطقي بمزايا أكثر وعيوب أقل، بناءً على القياس* والتنبؤ* لآثار كل بديل.
اختيار البديل المناسب
بعد عملية جمع المعلومات وتحديد الحلول** وطرح الخيارات ودراسة النتائج* الإيجابية والسلبية التي ستترتب عليها،** بالإضافة إلى التأكد من أن البديل* المتاح يُلبي كافة متطلبات حل المشكلة** بفائدة أكثر وضرر أقل، يصبح الاختيار* النهائي والسليم لواحد من البدائل** المناسبة مطلباً مهماً في عملية اتخاذ القرار، فبعد اكتمال الصورة النهائية** للحلول يأتي دور الفرد في الاختيار، ثم التهيئة لعملية التنفيذ.
تنفيذ القرار ومتابعته
بعد عملية اختيار البديل المناسب تأتي** عملية التنفيذ، وتتبعها بداية* ظهور الآثار النتائج المترتبة عليها سلبية** كانت أم إيجابية، وبروز نقاط* القوة والضعف، وبدء عملية تقييم النتائج** المترتبة، ومدى كفاءتها في تلبية* المتطلبات التي وُضعت لأجلها، وفي حال** عدم تحقق النتائج المرجوّة من القرار يجب إعادة هيكلة قرارات بديلة** وتصحيحيّة؛ لسد الثغرات الحاصلة، وإيجاد البدائل والحلول المناسبة من جديد.
أهمية عملية اتخاذ القرار
تكمن أهمية عملية اتخاذ القرار** بارتباطها الشديد بالحياة اليومية* والمواقف التي يتعرض لها الفرد في حياته** على جميع الأصعدة وفي شتى* المجالات، فتترافق عملية اتخاذ القرار في حياة** الإنسان مع ظهور الكثير من* المواقف والمشكلات التي يجب حلها واتخاذ** الإجراءات المناسبة تجاهها، وقد* تكون قرارات مصيريّة تتحدد بها مسيرة حياة** الفرد ومستقبله بالنجاح* أو الفشل، أو تكون قرارات روتينيّة عادية، وتتم** بالاختيار السليم باستخدام* التفكير المنطقي، ودراسة كافة المتغيرات** المتاحة والنتائج المترتبة على* هذا القرار.
تطوير مهارة اتخاذ القرار
تتطوّر مهارة** اتخاذ القرار بالتدريب المستمر والدراسة والتجريب واكتساب* الخبرة من** التجارب السابقة، والآتي إرشادات قد تُحسّن من قدرة الفرد في* عملية اتخاذ** القرار:
- مراجعة وتحديد المشكلة بدقة وحذر قبل طرح البدائل.
- مراعاة الحقائق العلمية والابتعاد عن التشبث برأي معين والتحيّز له، والتحلي بالمرونة والسلاسة.
- أن تكون عملية طرح البدائل وعرضها بطريقة موضوعيّة وحياديّة، هدفها حل المشكلة الحاصلة.
- مراعاة الراحلة البدنيّة والجسديّة والنفسيّة، فلا يجوز أن يتخذ الفرد قراراً معيناً وهو في حالة من الإرهاق أو التعب النفسي.
- الابتعاد عن الاستهانة أو التضخيم تجاه بعض المعلومات.
- تجنب القيام ببعض الإجراءات غير معروفة النتائج